[ حماري ماله ذَنَب ]
ناصر الحميضي
نورد هنا مثلا شعبياً جعلوا له قصة، ويستهدف ذلك المثل بيان حالة من غياب العدل وحصول الظلم، والذي ينتج عنه حتما التخلي عن الحقوق، فالشخص مالم يجزم بالإنصاف فلن يطالب بحق، وقد بدأوا بشخصية وقعت في حيرة، وحلت عليها مشاكل عديدة، وفي طريق الحل وقف سد من الظلم والجور وعملت الوساطة عملها واغتيل العدل وبرز الظلم.
وهذا ما نسميه في وقتنا الحاضر : الفساد ، وهو أن لا يحصل صاحب الحق على حق وتكون الهيمنة للجور والظلم.
المثل الشعبي الذي نحن بصدده يقول : [ حماري ماله ذَنَب ] ، ويضيف له بعضهم : أنا حماري ماله ذَنَب.
إن المثل هذا يعد من أقصر الأمثال مفردات، وأطولها شرحا ومعنى ومضامين، فهو مكون من جملة تضم ثلاث كلمات ، يفهم منها سطيحاً أن رجلا يصف حماره بأنه ليس له ذيل .
ورغم كونها مقولة خاصة بقائلها إلا أنها صارت تتردد على الألسن وتستخدم في الكلام والحوارات، باعتبارها مثلا شعبيا، لمضامينه المناسبة لأوضاع الكثيرين.
إنه من الأمثال الشعبية ولكنه يصعب الاستدلال على معناه مالم نعرف قصته، والسبب أنه يفهم منه عند سماعه لأول مرة أن حمار الرجل خلق بلا ذيل أي بلا ذنب أي بلا ذيل، أو أن العبارة مجرد وصف لحماره وهو مقطوع الذنب، وفي تلك الحالات لا تحمل تشويقاً لمعرفة المزيد عنه ولا توصل لمعنى مفيد بل إنه يحتقرها سامعها ويترفع عن الاهتمام بها، ولا تستحث السامع ليتابع، فليس بغريب أن يتعرض حيوان لأمر ينقطع بسببه ذنبه، ولكن عندما نعلم أن له مع حماره وأناس آخرين قصة ألجأته إلى القضاء مدعيا أنه قطع ذنب حماره ، ثم في اللحظة الأخيرة يتنازل ويقول أن حمارة ليس له ذنب وأنه يسحب دعواه مختاراً ولا خصم له من الأساس، فهنا يتساءل الجميع ، لماذا تنازل عن حقه وما هو السبب.؟
ما السبب الذي جعله ويجعل غيره لا يطالب بحقه ويتابع التعويض، بل مالذي جعله ينشد السلامة ويتمناها مع أنه صاحب حق ؟!
إن هذا المثل يضرب لمن ترك حقه وتنازل عنه، ليس لأنه يحب السماحة ويتحلى بالخلق الحسن، بل لأن في الأمر ظلم مستتر.
لنأخذ قصة المثل كما يتم تناقلها بغض النظر عن تعدد التحوير والتعديل فيها، فبطل القصة رجل كان قد اقترض مالاً يريد المتاجرة به لعل أحواله تتحسن، وقد فرض عليه صاحب المال شرطا عسيرا إن أفلس أو فقد المال.
وسافر الرجل المقترض وهو راغب في تجارة بما معه لكن اعترضه قطاع الطرق فأخذوا المال ، وبما أنه أفلس في أول الطريق عاد لبلده خالي الوفاض وكما يقال عاد بخفي حنين صفر اليدين .
وكبداية فلا غرابة أن يحصل مثل هذا ولكن المصائب سوف تتابع عليه بعد ذلك، ابتداء من طريقة استرداد المال وهو لا يملك شيئا، وبدأت أول قضية أو جناية يرتكبها من بعد شجار بينه وبين صاحب المال ورجل آخر كان يعينه ففقأ عينه، ثم هرب خوفاً من الاثنين، صاحب المال ورفيقه المصابة عينه، ولعله لم يتمكن من الانطلاق خارج البلدة بل ألجأته الظروف إلى دار مفتوح بابها قليلا ( نصف فتحة ) ، فدفع الباب وكان خلفه امرأة حامل فأسقطت ما في بطنها، فلحق به زوجها، لكنه تمكن من القفز من فوق جدار الدار، ومن سوء حظه أن تحت السور رجلا كبيرا في السن ( في المشراق ) يتشمس ويستدفئ بحرارة الشمس ، فتكسر من ثقل جسم ذلك الذي سقط عليه، فتبعه ابن هذا الشيخ الكبير، فصار يتبعه من خلفه أصحاب الحقوق الثلاثة، كل يريد الامساك به وتقديمه إلى العدالة، وهو يجري هارباً منهم، وصادف في طريقه صاحب حمار فطمع في النجاة بركوب ذلك الحمار، و لعله يحصل عليه فيكون أسرع في الهرب عندما يركب، كما أن التعب بلغ به كل مبلغ، فأمسك بذنب الحمار فلم يوفق في تمام مراده حيث انقطع ذنب الحمار في يده ، فرمى به أرضا وأكمل الهرب، فانضم صاحب الحمار إلى مجموعة المطاردين فصاروا أربعة.
والقصة حتى الآن لا عقدة فيها واضحة بقدر ما فيها من تتابع أحداث تتشابه مع غيرها.
لكن الرجل دخل دارا هي لقاضي البلدة صدفة وبدخوله رأى من القاضي ما لا يناسب مقامه كرجل له مكانته في المجتمع، وهنا يترك القاص للمتلقي فراغا يملأه بما يراه مناسبا بحسب خياله، ما الذي رآه من القاضي لكي تكون حاله تتطلب الستر والكتمان، ولا يريد أن يؤطر هذا الجزء أو يرسمه في صورة معينة، ومثل هذا النوع من الأساليب يعد هو الأبلغ والأجود، فلكل متلق خياله الخاص الذي يراه هو المؤثر والأنسب.
فوعده القاضي ذلك الهارب بأن يكون في صفه ضد خصومه، شريطة أن يكتم ولا يبدي ما علم من أمره وما رآه.
فوصل الجمع وقبضوا على طريدتهم وشريدهم وهو مطلوب بعدة قضايا أولها الضرر الذي لحق بعين الأول حتى فقدت بصرها، والمرأة التي أسقطت ما في بطنها، والكبير الذي تكسرت عظامه، وصاحب الحمار الذي انقطع ذنب حماره.
فعرضوا قضيتهم مدعين عليه أمام القاضي بتلك الأضرار الصادرة منه.
فقال للأول : بحكم الاختلاف بينك وبينه ، فإنه لا بد من اتلاف عينك الثانية، لكي نتمكن من اتلاف عين واحدة له، فرفض ذلك ، وتنازل عن قضيته، وأما زوج المرأة فحكم القاضي له حكم يتنافى مع العقل، فرفض زوجها هذا الحكم ، وأما كبير السن فقال لولده خذ والدك وارفعه فوق الجدار وأسقطه على الجاني، فرفض أن يفعل ذلك بوالده خوفا عليه تتكسر البقية الباقية فيه.
وصاحب الحمار الذي انقطع ذنبه يرى الأحكام الجائرة فخاف أن يصدر حكما يفقده معه حماره ، فلما نظر إليه القاضي قائلا له : ما قضيتك ؟
قال : ليس عندي ما أدعي به على هذا الرجل ، وأما حماري فإنه ليس له ذنب من الأساس ، إنه خلق هكذا بلا ذيل ، وبهذا يقفل ملف القضية تماماً.
والشاهد منها: تخلي صاحب الحمار الذي يعتبر صاحب حق واضح، عن دعواه وقضيته وطلب تعويض عن الضرر الذي أصاب حماره، منكرا أن هناك ذيلا وانقطع أصلا.
ذلك لأنه يعلم أنه لن يقام في ظل تلك الأحكام الجائرة حق، ولن يسلم من شر، فآثر السلامة المتيقنة.
فصارت القصة شرحا لمثل شعبي ، وعنوانا عاما يؤخذ منه عبرة في أن من تنازل عن حق من حقوقه بلا قيد ولا شرط وبكل سهولة ، قد يكون وراءه جور يخاف من تبعاته وانسحاب من معركة يتأكد له من خوضها خسرانة.
ومن المؤكد أن المحصلة النهائية من فهم هذا كله بروز الجانب المشرق في حياة الناس وأنه من مقارنة السواد بالبياض والظلم بالعدل، تقبل النفوس بفطرتها على محبة العدل وكراهية الظلم وبذا يستقيم السلوك.
وفي سياق الحقوق والتعامل والتفاعل مع الآخرين والعلاقات الاجتماعية والتفاعل بينهم، تبرز خصال تجذب الناس لبعضهم، من ذلك : الإيثار وحسن المعشر والكرم والطيب وحسن الخلق والتعامل برحمة وعطف ومودة، وهذه هي عماد تكوين مجتمع متجانس بعيدا عن المنغصات والأنانية والسلبية التي تجعل الأفراد يضيق بعضهم ببعض وينفروا من بعضهم.
يقول الشاعر فلاح عشوي العنزي :
والله إني بالشٍ بأهل الغشامه
ما تحمل جمعة الناس الغشيمه
ابتلشت بناس مدري وش نظامه
خايف إني لارتكب فيهم جريمه
أتحاشى شوفة اللي به رخامه
وافتخر واعتز بالناس الفهيمه
ماتعرض للي مايثمن كلامه
وأخذ الموضوع بالفكر الحكيمه
.
نورد هنا مثلا شعبياً جعلوا له قصة، ويستهدف ذلك المثل بيان حالة من غياب العدل وحصول الظلم، والذي ينتج عنه حتما التخلي عن الحقوق، فالشخص مالم يجزم بالإنصاف فلن يطالب بحق، وقد بدأوا بشخصية وقعت في حيرة، وحلت عليها مشاكل عديدة، وفي طريق الحل وقف سد من الظلم والجور وعملت الوساطة عملها واغتيل العدل وبرز الظلم.
وهذا ما نسميه في وقتنا الحاضر : الفساد ، وهو أن لا يحصل صاحب الحق على حق وتكون الهيمنة للجور والظلم.
المثل الشعبي الذي نحن بصدده يقول : [ حماري ماله ذَنَب ] ، ويضيف له بعضهم : أنا حماري ماله ذَنَب.
إن المثل هذا يعد من أقصر الأمثال مفردات، وأطولها شرحا ومعنى ومضامين، فهو مكون من جملة تضم ثلاث كلمات ، يفهم منها سطيحاً أن رجلا يصف حماره بأنه ليس له ذيل .
ورغم كونها مقولة خاصة بقائلها إلا أنها صارت تتردد على الألسن وتستخدم في الكلام والحوارات، باعتبارها مثلا شعبيا، لمضامينه المناسبة لأوضاع الكثيرين.
إنه من الأمثال الشعبية ولكنه يصعب الاستدلال على معناه مالم نعرف قصته، والسبب أنه يفهم منه عند سماعه لأول مرة أن حمار الرجل خلق بلا ذيل أي بلا ذنب أي بلا ذيل، أو أن العبارة مجرد وصف لحماره وهو مقطوع الذنب، وفي تلك الحالات لا تحمل تشويقاً لمعرفة المزيد عنه ولا توصل لمعنى مفيد بل إنه يحتقرها سامعها ويترفع عن الاهتمام بها، ولا تستحث السامع ليتابع، فليس بغريب أن يتعرض حيوان لأمر ينقطع بسببه ذنبه، ولكن عندما نعلم أن له مع حماره وأناس آخرين قصة ألجأته إلى القضاء مدعيا أنه قطع ذنب حماره ، ثم في اللحظة الأخيرة يتنازل ويقول أن حمارة ليس له ذنب وأنه يسحب دعواه مختاراً ولا خصم له من الأساس، فهنا يتساءل الجميع ، لماذا تنازل عن حقه وما هو السبب.؟
ما السبب الذي جعله ويجعل غيره لا يطالب بحقه ويتابع التعويض، بل مالذي جعله ينشد السلامة ويتمناها مع أنه صاحب حق ؟!
إن هذا المثل يضرب لمن ترك حقه وتنازل عنه، ليس لأنه يحب السماحة ويتحلى بالخلق الحسن، بل لأن في الأمر ظلم مستتر.
لنأخذ قصة المثل كما يتم تناقلها بغض النظر عن تعدد التحوير والتعديل فيها، فبطل القصة رجل كان قد اقترض مالاً يريد المتاجرة به لعل أحواله تتحسن، وقد فرض عليه صاحب المال شرطا عسيرا إن أفلس أو فقد المال.
وسافر الرجل المقترض وهو راغب في تجارة بما معه لكن اعترضه قطاع الطرق فأخذوا المال ، وبما أنه أفلس في أول الطريق عاد لبلده خالي الوفاض وكما يقال عاد بخفي حنين صفر اليدين .
وكبداية فلا غرابة أن يحصل مثل هذا ولكن المصائب سوف تتابع عليه بعد ذلك، ابتداء من طريقة استرداد المال وهو لا يملك شيئا، وبدأت أول قضية أو جناية يرتكبها من بعد شجار بينه وبين صاحب المال ورجل آخر كان يعينه ففقأ عينه، ثم هرب خوفاً من الاثنين، صاحب المال ورفيقه المصابة عينه، ولعله لم يتمكن من الانطلاق خارج البلدة بل ألجأته الظروف إلى دار مفتوح بابها قليلا ( نصف فتحة ) ، فدفع الباب وكان خلفه امرأة حامل فأسقطت ما في بطنها، فلحق به زوجها، لكنه تمكن من القفز من فوق جدار الدار، ومن سوء حظه أن تحت السور رجلا كبيرا في السن ( في المشراق ) يتشمس ويستدفئ بحرارة الشمس ، فتكسر من ثقل جسم ذلك الذي سقط عليه، فتبعه ابن هذا الشيخ الكبير، فصار يتبعه من خلفه أصحاب الحقوق الثلاثة، كل يريد الامساك به وتقديمه إلى العدالة، وهو يجري هارباً منهم، وصادف في طريقه صاحب حمار فطمع في النجاة بركوب ذلك الحمار، و لعله يحصل عليه فيكون أسرع في الهرب عندما يركب، كما أن التعب بلغ به كل مبلغ، فأمسك بذنب الحمار فلم يوفق في تمام مراده حيث انقطع ذنب الحمار في يده ، فرمى به أرضا وأكمل الهرب، فانضم صاحب الحمار إلى مجموعة المطاردين فصاروا أربعة.
والقصة حتى الآن لا عقدة فيها واضحة بقدر ما فيها من تتابع أحداث تتشابه مع غيرها.
لكن الرجل دخل دارا هي لقاضي البلدة صدفة وبدخوله رأى من القاضي ما لا يناسب مقامه كرجل له مكانته في المجتمع، وهنا يترك القاص للمتلقي فراغا يملأه بما يراه مناسبا بحسب خياله، ما الذي رآه من القاضي لكي تكون حاله تتطلب الستر والكتمان، ولا يريد أن يؤطر هذا الجزء أو يرسمه في صورة معينة، ومثل هذا النوع من الأساليب يعد هو الأبلغ والأجود، فلكل متلق خياله الخاص الذي يراه هو المؤثر والأنسب.
فوعده القاضي ذلك الهارب بأن يكون في صفه ضد خصومه، شريطة أن يكتم ولا يبدي ما علم من أمره وما رآه.
فوصل الجمع وقبضوا على طريدتهم وشريدهم وهو مطلوب بعدة قضايا أولها الضرر الذي لحق بعين الأول حتى فقدت بصرها، والمرأة التي أسقطت ما في بطنها، والكبير الذي تكسرت عظامه، وصاحب الحمار الذي انقطع ذنب حماره.
فعرضوا قضيتهم مدعين عليه أمام القاضي بتلك الأضرار الصادرة منه.
فقال للأول : بحكم الاختلاف بينك وبينه ، فإنه لا بد من اتلاف عينك الثانية، لكي نتمكن من اتلاف عين واحدة له، فرفض ذلك ، وتنازل عن قضيته، وأما زوج المرأة فحكم القاضي له حكم يتنافى مع العقل، فرفض زوجها هذا الحكم ، وأما كبير السن فقال لولده خذ والدك وارفعه فوق الجدار وأسقطه على الجاني، فرفض أن يفعل ذلك بوالده خوفا عليه تتكسر البقية الباقية فيه.
وصاحب الحمار الذي انقطع ذنبه يرى الأحكام الجائرة فخاف أن يصدر حكما يفقده معه حماره ، فلما نظر إليه القاضي قائلا له : ما قضيتك ؟
قال : ليس عندي ما أدعي به على هذا الرجل ، وأما حماري فإنه ليس له ذنب من الأساس ، إنه خلق هكذا بلا ذيل ، وبهذا يقفل ملف القضية تماماً.
والشاهد منها: تخلي صاحب الحمار الذي يعتبر صاحب حق واضح، عن دعواه وقضيته وطلب تعويض عن الضرر الذي أصاب حماره، منكرا أن هناك ذيلا وانقطع أصلا.
ذلك لأنه يعلم أنه لن يقام في ظل تلك الأحكام الجائرة حق، ولن يسلم من شر، فآثر السلامة المتيقنة.
فصارت القصة شرحا لمثل شعبي ، وعنوانا عاما يؤخذ منه عبرة في أن من تنازل عن حق من حقوقه بلا قيد ولا شرط وبكل سهولة ، قد يكون وراءه جور يخاف من تبعاته وانسحاب من معركة يتأكد له من خوضها خسرانة.
ومن المؤكد أن المحصلة النهائية من فهم هذا كله بروز الجانب المشرق في حياة الناس وأنه من مقارنة السواد بالبياض والظلم بالعدل، تقبل النفوس بفطرتها على محبة العدل وكراهية الظلم وبذا يستقيم السلوك.
وفي سياق الحقوق والتعامل والتفاعل مع الآخرين والعلاقات الاجتماعية والتفاعل بينهم، تبرز خصال تجذب الناس لبعضهم، من ذلك : الإيثار وحسن المعشر والكرم والطيب وحسن الخلق والتعامل برحمة وعطف ومودة، وهذه هي عماد تكوين مجتمع متجانس بعيدا عن المنغصات والأنانية والسلبية التي تجعل الأفراد يضيق بعضهم ببعض وينفروا من بعضهم.
يقول الشاعر فلاح عشوي العنزي :
والله إني بالشٍ بأهل الغشامه
ما تحمل جمعة الناس الغشيمه
ابتلشت بناس مدري وش نظامه
خايف إني لارتكب فيهم جريمه
أتحاشى شوفة اللي به رخامه
وافتخر واعتز بالناس الفهيمه
ماتعرض للي مايثمن كلامه
وأخذ الموضوع بالفكر الحكيمه
.
تعليقات