رُدِّي الْكَرَى

.


رُدِّي الْكَرَى لأَرَاكِ فِي أَحْلاَمِهِ

إِنْ كَانَ وَعْدُكِ لاَ يَفِي بِذِمَامِهِ

أوْ فابعثي قلبي إليَّ ؛ فإنهُ

جَارَى هَوَاكِ ، فَقَادَهُ بِزِمَامِهِ

قدْ كانَ خلفني لموعدِ ساعة ٍ

منْ يومهِ ، فقضى مسيرة عامهِ

لمْ أدرِ : هلْ ثابتْ إليهِ أناتهُ

أَمْ لَمْ يَزَلْ فِي غَيِّهِ وَهُيَامِهِ

عَهْدِي بِهِ صَعْبَ الْقِيَادِ . فَمَا لَهُ

أَلْقَى يَداً لِلسِّلْمِ بَعْدَ غَرَامِهِ

خَدَعَتْهُ سَاحِرَة ُ الْعُيُونِ بِنَظْرَة ٍ

منها ؛ فملكها عذارَ لجامهِ

يا ، هلْ يعودُ إلى الجوانحِ بعدما

سَلَبَتْ فَتَاة ُالْحَيِّ ثِنْيَ لِجَامِهِ ؟

تاللهِ ، لوْ ملكتْ يدايَ جماحهُ

لَعَقَدْتُ قَائِمَ رَسْنِهِ بِخِدَامِهِ

يا لائمَ المشتاقِ في أطرابهِ

مَهْلاً ، إِليْكَ ؛ فَلَسْتَ مِنْ لُوَّامِهِ

أظننتَ لوعتهُ فكاهة َمازحٍ

فطفقتَ تعذلهُ على تهيامهِ ؟

إنْ كنتَ تنكرُ شجوهُ ، فانظرْ إلى

أَنْفَاسِهِ ، وَدُمُوعِهِ ، وَسَقَامِهِ

صبٌّ ، برتهُ يدُ الضنى ؛ حتى اختفى

عَنْ أَعْيُنِ الْعُوَّادِ غَيْرَ كَلاَمِهِ

نَطَقَتْ مَدَامِعُهُ بِسِرِّ ضَمِيرِهِ

وَذَكَتْ جَوَانِحُهُ بِنَارِ غَرَامِهِ

-

 محمود سامي البارودي


.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بنت الاجواد #شعر

فرحت لـك .. وأنـا معاليقـي حطـام #شعر

العود الأزرق والعبير لـ بن جدلان