الضعف الجنسي.. القلق والهم أكبر قاتل للصحة.!
الخوف وضعف الحالة الصحية والتغذوية
تشكل عوامل مهمة في تردي العلاقة الحميمية
إن الضعف الجنسي والذي ما يسمى بالعنة يعني عدم القدرة بشكل كبير أو تام للقيام بالعلاقة الحميمية، ولكن البعض يفسر أي ضعف بسيط بالعنة وهذا غير منطقي، فمثلا أولئك الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين أو الستين يكون الرجل أشد حساسية لهذا الموضوع حيث يركز على مظاهر الكبر في السن حيث يشيب الشعر ويتجعد الوجه فيعتبر الجنس مقياس صحته وقوته، والرجل العاقل يتقبل بعض الضعف كنتيجة طبيعية لكبر السن وأقول بعض الضعف لأنه طبيعيا لا تزال لديه الإمكانية الجيدة، والغريب أن البعض يتقبل أن تضعف قواه البدنية فلا يستطيع مزاولة النشاط الرياضي مثل صعود الدرج كما كان يفعل في شبابه ولكنه لا يتقبل ان يضعف جنسياً بعض الشيء ويعتبر أن ذلك مأخذاً كبيراً في رجولته لا يريد أحدا أن يعلم به، بل قد يكابر لإثبات عكسه بأن يتزوج من أخرى مثلاً، وقد يضطر لاستخدام أدوية مقوية متجاهلا أضرارها الجانبية، فيكون كالذي يضع محركاً قوياً في سيارة صغيرة ظنا منه أنها ستكون أقوى وإذ بذلك المحرك يكسر علبة التروس (القير).
الضعف الجنسي لا يعني عدم الإنجاب فالضعف مراتب ومراحل زمنية سنتعرض لأسبابها لاحقاً، فيمكن الإنجاب مع وجوده ولكن الإنجاب وحده لا يكفي للحياة الأسرية السعيدة.
سأختصر الأسباب الرئيسية في نقاط محددة بناء على الأبحاث العلمية المتخصصة في هذا الموضوع، وقد يشترك سببين أو أكثر في تكوين المشكلة وكلما زادت المسببات زاد الأثر ووجب الاستعجال في العلاج. علاج تلك الأسباب كاف بمشيئة الله للتخلص بشكل كبير من المشكلة. إن أكثر مسببات الضعف هي الآتي:
1. القلق والهم: وهما أكبر قاتلان للصحة بعامة بل للشخص بل يؤديان للوفاة المفاجئة ولهذا لا بد من علاجهما بأسرع وقت مع المتخصصين في الطب النفسي وعلم النفس.
2. سوء العلاقة الزوجية وقلة اهتمام أحدهما بالآخر بالشكل المطلوب.
3. الذكريات المؤلمة مثل التحرش والاعتداء في فترة الطفولة والشباب حيث تترك أثراً سلبياً جداً وتصورها مكروهاً يستجلب تلك الذكريات المؤلمة.
4. سوء أو ضعف الحالة الصحية والتغذوية: وهي تراكم صحي لسنوات عديدة جعلت الجسم لا يكون قادرا على انتاج الهرمونات والمواد اللازمة لها زهذا ما أقترح حلولاً له على هذه الصفحة.
5. الخوف: ومن أكثرها تأثيراً الخوف من الفشل في الحياة الزوجية وأيضاً خوف أحد الزوجين من الآخر أو عدم الثقة المتبادلة أو الخوف العام من المواقف أو الأحداث كالحروب وغيره، وهذا لا تظهر أعراضه في الغالب فقد ترى أشخاصاً عاديين وليس لديهم أي بوادر اشكاليات نفسية لكن الوقع غير ذلك، فهناك رجال ونساء تراكم لديهم مواقف خوف منذ الطفولة وجعلهم يخافون من أي شيء له علاقة بتلك المواقف ومن ضمنها الخوف من الوالدين، فالخوف من الأم في الطفولة يجعل الشاب يصنف جميع النساء بما فيهم زوجته أنها صورة من أمه تلك الأيام وحتى لو تغيرت الأم تظل الصورة الذهنية مرتبطة بالذكريات القديمة وأيضاً المرأة التي تخاف من والدها تربط تصرفات الرجال كلهم بمواقفها مع والدها.
6. ضعف الحب والألفة: الحب هو أساس العلاقة الزوجية الناجحة بل أساس الحياة كلها، فهل يمكن أن تستمر الحياة الزوجية بلا حب؟ الجواب بالتأكيد نعم يمكن أن تستمر الحياة الزوجية بدونه، صحيح أنها لن تكون جميلة ولكنها تستمر بالاحترام والتقدير المتبادل، فإن لم يتوفر لأي سبب فلا بد أن تتوفر الألفة والعلاقة الإنسانية الراقية التي بدونهما لا يمكن أن تستمر الحياة. وفي المقابل العلاقة الجنسية بدون تلك الأمور أقرب للغريزة البهيمية بل إن البهائم لا تعمل مايعمله بعض البشر في التعامل مع الآخر في هذه المسألة.
7. الأسباب الفسيولوجية: وبالمناسبة تشكل هذه الأسباب النسبة الصغرى في هذه المشكلة وهذا مخالف لما يتوقعه الكثيرون، فيبحث البعض عن المنشطات الجنسية وللأسف بدون وصفات وبالفعل يكون لها تأثيراً وقتياً ولكن بدون حل للمشكلة الرئيسية لا يمكن استمرار فعالية تلك الأدوية. وسبب عدم استشارة الطبيب هي نفسها سبب علاج المشكلة بعامة وهو الشعور بالحرج الاجتماعي والنفسي الوهمي لدرجة أن أغلب المراجعين يسجلون أسماء وهمية غير أسمائهم الحقيقة في ملف المراجعين. وأؤكد هنا إن كانت المشكلة فسيولوجية أو جسدية فإن الحل ممكن أيضاً سواء حلاً كاملاً أو جزئياً فأرجو عدم التحرج من زيادة الطبيب المختص الذي سيتعامل مع المشكلة بكل سرية.
8. الممارسات الخاطئة أو غير الأخلاقية في فترة ماقبل الزواج: فهي تسبب إدماناً عليها وفي نفس الوقت تعمق الشعور بالذنب وتأنيب الضمير وقد تؤثر على العلاقة الزوجية مستقبلاً إن استمرت مع الشخص لفترات طويلة ومن ضمنها العادة السرية.
9. بعض الأسباب المرضية: وهذه يمكن علاجها طبياً وتزول تلك الأعراض تماماً، فبعض النساء لديها التهابات أو إفرازات زائدة او ضعف هرمونات معينة، وهناك أمراض لها علاقة مباشرة بالضعف الجنسي منها مرض السكري إذا أهمل علاجه. كذلك التهاب الأعصاب وتضخم أو التهاب البروستاتا. بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. وقد أكدت بعض الدراسات أن المدخنين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الشرايين معرضون أكثر من غيرهم بنسبة تصل إلى 26 مرة للإصابة بالعجز الجنسي.
من الأخطاء الشائعة توقع الشخص المصاب بهذه المشكلة أنها مرض حقيقي من خلال حكمه على نفسه في الأشهر الأولى من الزواج بل إن البعض يتأثر سلبياً من وضعه خلال الأيام الأولى من الزواج بالذات المرأة فمع الخوف والتعب الشديد والإنهاك الجسمي والنفسي استعدادا للزواج وينسون الاهتمام بالناحية النفسية والعاطفية للزوجين، وهذا الإرهاق قد يسبب بعض الضعف لعدة أيام مما من شأنه أن يفاقم المشكلة ويحولها الى إحساس بالعجز أن لم يتم تدارك الموضوع.
ضعف وهشاشة الثقافة الزوجية قبل الزواج من أهم مسببات الضعف فبعض الأزواج يعامل زوجته كما يعامل أخته أو صديقه في الاستراحة والعكس. مع ثورة التقنية والتواصل الاجتماعي إلا أن نسبة كبيرة من الشباب والشابات يجهلون الكثير من فنون التعامل الزوجي الراقي أو الاتيكيت أو الرومانسية، فالمعلومات والثقافة العامة لا تكفي بدون قناعة داخلية وأساس رصين لتكون قاعدة متينة للحب والألفة والتعامل الراقي الذي يجب أن يسود الحياة الزوجية.
قد يصدم أحد العروسين بالآخر لا لأنه غير جيد ولكنه رسم صورة وهمية رسمتها المسسلسلات الغرامية غير الواقعية، فينتظر كل منها ذاك التعامل الرومنسي الذي رآه في الفلم أو سمع به من أحد المتباهين بحياة حالمة ولو أنها غير صحيحة، وقد يتقمص الزوج بحكم أنه صاحب القرار دور والده في التعامل مع الزوجة وقد تتأثر الزوجة بوالدتها أو بإحدى صديقاتها في العامل الزوجي وهذا أمر لايمكن القياس عليه أبداً فلكل شخص ما يناسبه من تعامل.
الحالة النفسية لها دور في الضعف الجنسي
.
تعليقات