حين أراد (أبرهة الحبشي الأشرم) غَزْوَ الكعبة المشرّفه من اليمن
-بأمر الأحباش- وَهَدْمَ بيت الله الحرام -قبّحه الله- واجَه مشكلة الطريق
خاصةً أنّ الفيل لابد له من طريق يناسب قدراته وثقله حتى لا تغوص أقدامه
في الرمال أو يتيه في مهالك الصحراء فيموت وهو سلاح أبرهة اللعين الذي يريد
به سحب الكعبة من القواعد!. طلب أبرهة من عرب اليمن الخبراء بالطريق
مصاحبته ودلّه على أسهل طريق فرفضوا -واحداً بعد واحد- رفضاً قاطعاً مهما
أغراهم بالمال أو أخافهم بالقتل، فهم يعلمون أن في هذا العمل عار الأبد!
غير أن رجلاً حقيراً من العرب -وفي كل أمة ساقط- قَبِلَ أنْ يكونَ دليلَ
الأحباش لإذلال قومه وهدم بيت الله على زعمه!. هذا الخائن يدعى (أبو
رِغَال) اسم منكر لرجل ارتكب أكبر منكر! فدلّ الأحباش على الطريق، وعند
الوصول أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجِّيل فجعلهم كعصف
مأكول، وهلك (أبو رغال) المشؤوم المذموم!! وقُبِرَ في الحجاز فصار العرب
في الجاهلية يرجمون (قبر أبو رغال) بعد حجهم الجاهلي!! ولا يتم حجهم إلّا
برجم قبر (أبو رغال) الذي صار رمزاً للخيانة والعار على مرّ الزمان!
تعليقات